في أواخر الثمانينات، كان منتشر في السوق بعض السيارات الصغيرة والتي تعمل بمحرك ٣ سلندر. ولكن سمعة هذه السيارات كانت سيئة جدًا ولم تنجح تلك المحركات... لكن الآن الأمر اختلف تماما.
بداية محركات ال ٣ سلندر وتطورها:
محركات ال ٣ سلندر منها ديزل ومنها ما يعمل على البنزين.
أول محرك تم استخدامه كان في 1953 لكنه كان محرك شوطين. أما أول محرك ٣ سلندر بأربع أشواط كان في 1984 من شركة سوبارو.
المحاولات كانت كثيرة وفشل كثير منها. لكن من حوالي 10 سنوات بدأت الشركات تزيد من الإنتاج ومن الاستثمار في التكنلوجيا بشكل كبير بسبب غلاء الوقود وزيادة التلوث.
أشهر هذه السيارات:
- أتراج وميراج من ميتسوبيشي
- سمارت من مرسيدس
- فيستا من فورد بسعة 1 لتر و تيربو، تعطي حوالي 105 حصان
- BMW I8 والي محركها يعطي 228 حصان
أساس التفكير بهذه المحركات هو توفير الوقود لسيارات أكثر اقتصادية، ولكنها ليست سيارات رفاهية. فهي سيارة للاستخدام داخل المدينة. وهي ليست مصممة للسرعة على الخطوط.
محركات ٣ سلندر في شرق آسيا:
تنتشر هذه المحركات بكثرة في شرق آسيا، لكونها اقتصادية وتوفر وقود، إضافة إلى البساطة في الإصلاح، وهي أمور مهمة عندهم.. لكن مع ذلك في كثير ركبوا عليها سوبر تشارجر وتيربو وصاروا يسابقوا فيها ووصلوا بقوة المحرك من 78 حصان لحوالي 250 حصان.
فمثلا محرك أتراج 1.2 لتر تنفس طبيعي، ينتج 78 حصان. وهو يعتبر جيد مقارنة مع وزن السيارة. فهذه السيارة داخل المدينة روعة واقتصادية جدا تمشيك حوالي 23 كم في كل لتر.
وحسب أكثر من موقع، تقدر تمشي بتنك واحد حوالي 950 كم، يعني مسافة من دبي للرياض مثلًا، بتنك واحد حوالي 40 او 42 لتر بنزين. يعني صرف البنزين أفضل من السيارات هايبرد والي سعرها ضعفين هذه السيارة.
عمل المحرك:
محرك ال ٣ سلندر في عمله لا يختلف عن أي محرك آخر، سواء ٤، ٦ أو ٨ سلندر. فهو محرك من 4 أشواط، شفط، ضغط، إشعال وتفريغ.
الفرق إنه 3 سلندر ليس ٤. فغرفة الاحتراق صغيرة جدًا، بالتالي ما تحتاج وقود زيادة ومن هنا تأتي الاقتصادية. أكبر مشكلة في هذه المحركات هو الاهتزاز.
الاهتزاز يحدث من طريقة دوران المحرك. ففي محركات الـ٤ سلندر أو ٦، كل ٢ سلندر يتشغلوا مع بعض. بالتالي في تناسق في طريقة الدوران وتوزيع القوة. السبريشن بين البساتم هو 180 درجة و الإشعال كمان يصير كل 180 درجة، يعني كل 180 درجة في سلندر من الأربع فيشتعل.
لتوضيح الأمر أكثر، لو قسمنا المحرك لجزئين متساوين، نلاقي إنه الجزء اليمين متساوي دائما مع اليسار من حيث الحركة والقوة.
أما في ال ٣ سلندر، الأمر مفرد. فلما يطلع بستم لفوق ويتم الإشعال يكون البساتم ٢و ٣ في أماكن مختلفة وغير متناسقة، وهذا ما يخلي تناسق بالحركة. السبريشن بين البساتم هو 120 درجة بينما الإشعال يتم كل 240 درجة.
يعني لو قسمنا المحرك بالنص نلاقي إنه القوة على الطرف اليسار ما تساوي القوة على الطرف اليمين أو العكس. هذا يؤدي لخلل في التوازن ويخلي المحرك “يرقص“ إن صح التعبير.
عيوبه:
الاهتزاز أمر غير جيد أبدا. فتلك الاهتزازات والرجة هي قوة ميكانيكية ضائعة ما يستفاد منها. والاهتزاز الشديد والرجة تجعل القطع الداخلية للمحرك تهترئ وتتآكل أسرع. وأيضًا تخرب قطع خارجية أخرى مثل كراسي المحرك أو بعض قطع الإلكترونية. وطبعًا يضايق السائق والركاب ويقلل من الراحة.
عمود التوازن في محركات ٣ سلندر:
الطريقة الوحيدة لموازنة المحرك حتى يصير ناعم وهادئ لما يكون فيه اهتزاز هو تركيب عمود توازن داخلي. بمعنى عمود عليه أوزان لما المحرك يروح يمين الوزن بالعمود يروح للجهة المعاكسة ويلغي قوة الطرف الثاني ويخلي الدوران متوازن.
مشكلة عمود التوازن إنه وزن إضافي على السيارة، قطع متحركة واحتكاك زيادة. مما يعني زيادة في استهلاك الوقود. إلى جانب عن التكلفة للإنتاج أكبر.
ولكن أتى الحل وعوضوها عن طريق إضافة أوزان للحداف الخارجي وبكرة الكرنك الأمامية. وتم تصميم كراسي للمحرك بطرق مبتكرة. هذا كله قلل من الاهتزاز وتقريبا قام على لغي الاهتزاز تماما.
وفي المجمل، السيارة اقتصادية ورخيصة جدًا، تبدأ من 36 ألف ريال وتوصل تقريبًا لحوالي 44 ألف، لأعلى نوع. بمعنى ممكن تكون روعة للمندوبين والطلاب وإذا شخص محتاج سيارة اقتصادية. لكن لو كنت تدور الفخامة فسيارات ال ٣ سلندر لن تكون الخيار الأنسب لك.
فهي عادية من الداخل، والمحرك ضعيف، 78 حصان كما سبق الشرح. لكن لأنه وزنها قليل فالمحرك معقول. هي أيضًا ليست راسية جدًا على الطرق مثل سيارة سيدان كبيرة، لكنها ليست سيئة.
لفهم المزيد عن محرك ٣ سلندر، اضغط على الرابط التالي للحلقة الكاملة: