هل في ضرر إذا سارت السيارة على 180 أو 200 كم في الساعة؟
الجواب السريع إذا كان القصد، هل تتضرر السيارة نفسها على سرعة عالية؟
فنعم، فمع السرعة العالية، السيارة تصرف وقود أكثر، الإطارات والفرامل تهتري بسرعة أكثر، المحرك والجير يستهلكوا أسرع، ومخالفات أكثر..
أما إذا كان السؤال ماذا يصير للسائق إذا حصل حادث لاسمح الله، فتابع معنا هذه المقالة..
بعض الإحصائيات والدراسات:
يموت يوميًا حول العالم حوالي 3700 إنسان بسبب الحوادث المرورية (مليون و300 ألف إنسان سنويا). هذا بالإضافة إلى حوالي من 20 إلى 50 مليون إصابة وإعاقة، بمعنى فقد نعمة من نعم الله، مثل المشي، البصر، أحد الأطراف أو حتى العقل.
الدراسات تقول إنه لو زدت السرعة 20 كم من 50 إلى 70 كم بالساعة، إحتمالية صدم أحد المشاة بالشارع تزيد 6 أضعاف. فأغلب الحوادث التي تصير فوق سرعة 130 كم، تكون مميتة بغض النظر عن السيارة.
شركات التصنيع تبذل قصارى جهدها ومعها هيئات السلامة والتي تضع أفضل معايير السلامة لزيادة حماية السائق والراكبين. إلا أنه لكل شيء حدود.. الوسائد الهوائية والحزام يساعدان على الحماية، ولكن ليس بنسبة 100%.
أما عن مقولات أن السيارات الآن بلاستيك وما تتحمل، والسيارات القديمة أحسن وقوة الحديد فيها جبارة وتتحمل، فهذا غير صحيح بالمرة!
الصورة التالية لاختبار بسيارة قديمة كورولا موديل 98 مع كورولا موديل 2015. لاحظ أن السيارة القديمة ذات المعدن القوي، انطحنت طحن مقارنة مع الجديدة واللي تطور الهندسة لعب دور كبير في السلامة وانطواء المعادن على بعض. لاحظ أيضًا السائق في السيارة القديمة وماذا صار له مقارنة مع السائق في السيارة الجديدة.
قد يتوفى البعض من حوادث السيارة وما عليه أي آثار كدمات، كيف يحدث ذلك؟
قوة الاصطدام بسرعة 90 كم تصل لأكثر من 75 جي فورس أو قوة الجاذبية وبشكل مفاجأ.
والإنسان الطبيعي يتحمل فقط من 4 إلى 6 جي فورس.. الطيارين الحربيين يتحملوا إلى 9 جي فورس كحد أقصى، بمساعدة معدات وبدل خاصة ولعدة ثواني فقط.
جسمك مبني من أكثر من 100 ألف تريليون خلية، ومصمم ومقسم لأربع أجزاء رئيسية (خلايا – أنسجة – أعضاء – أنظمة)
و النزيف الداخلي يحدث عندما تتمزق أحد الأعضاء داخليًا وينزف بدون ما يخرج الدم خارج الجسد.
عند وقوع حادث على بسرعة 150 كم / ساعة مثلًا، امتصاص الصدمة يتم كالتالي:
السيارة تتوقف كجسم متحرك عند الإصطدام والمعدن وجسم السيارة يمتص جزء من قوة الصدمة.
جسم السائق يكون لازال على سرعة 150 كم، لكنه يبدأ بالتوقف عن الحركة فجأة بسبب الحزام.
الأعضاء الداخلية – القلب والرئة والكلى والأمعاء وأي شيء -والتي تكون أيضًا على سرعة 150 كم، تبدأ بالتوقف المفاجئ، وتكون ممسوكة في مكانها عن طريق الأربطة والشرايين والأوعية وأحيانًا أغشية. هذه الشرايين، مثلًا للقلب تبدأ بالشد والتمزيق والنزيف.. ومع قوة الصدمة تبدأ الأضلاع بالتكسر وتكون هذه بداية النهاية..
نفس الأمر يصير لما نسمع كلمة “ارتجاج بالدماغ”. لو جات خبطة قوية على الرأس، ممكن جدًا الجمجمة ما تنكسر، لكن يصطدم المخ من الداخل المحاوط بكيس وسائل، بالجمجمة،يتورم أو يحدث له نزيف، والذي قد يؤدي بصاحبه للموت.
مع الوضع في الاعتبار أيضًا الأشياء الغير ثابته مثل الكتب أو القوارير أو أي علب داخل السيارة، خطرها مميت في الحادث ويقتل.
جسم “جراهام”
من باب التوعية بالسلامة، إجتمع فريق بأحد جامعات أستراليا ودرسوا مئات الحوادث وحالات الوفاة. وقاموا بتخيل جسم الإنسان وكيف ممكن يكون شكله وتصميمه حتى يقدر يتعايش مع نوعية الحوادث.. وطلعوا بهذا التخيل .
الرأس: تكون 3 أضعاف الرأس الحالي، والمخ بداخله صغير تحميه أكياس وسوائل وفراغات.
الوجه: يكون مسطح وعليه طبقات شحمية سميكة تحميه من الإصطدام، والرقبة حولها قفص يشبه القفص الصدري حتى يحمي العمود الفقري.
الصدر: عدة طبقات شحميه والضلوع أقوى وأكثر و بينها فراغات حتى يتحمل ضغط الحزام والإصطدام بالدرسكون.
الجلد: بشكل عام نفس الطبقات لكن أسمك بكثير.
الركبة: عملوها تتحرك بكل الاتجاهات عشان ما تنكسر. القدم والساق تم تخيُلها بأكثر من عظمة عشان تتلوى وما تنكسر.
والناتج كان عنا هذا الشكل العجيب فتبارك الله أحسن الخالقين.
ختامًا، أغلب المصابين بحوادث السيارات و بإعاقات دائمة هم بين عمر 5 إلى 29 سنة. في المملكة وبسبب تطبيق أنظمة مراقبة السرعة بصرامة، انخفضت نسبة الحوادث قبل وبعد إلى أكثر من 50%، وبين 2019 و2020 حوالي 20%.
فبدل من كُره كاميرات المراقبة، خفف السرعة لسلامتك. فالأمر ما يسوى دمعة أمك أو أبو أو زوجتك أو أحبابك.
اسمع المزيد عن أخطار السرعة وجراهام بودي من رابط الحلقة الكاملة:
https://www.youtube.com/watch?v=4fdvsGck4Ww


